سجلت مؤشرات S&P 500 وDow Jones أرقامًا قياسية جديدة يوم الجمعة مع ارتفاع أسهم القطاع المالي. قادت الأرباح الفصلية القوية من البنوك الكبرى إلى قفزة كبيرة، بينما عززت بيانات التضخم الجديدة التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض أسعار الفائدة في أقرب وقت في نوفمبر.
بدأ موسم الأرباح بقوة، حيث أنهى JPMorgan Chase اليوم بارتفاع 4.4% بفضل نتائج الربع الثالث التي تجاوزت توقعات المحللين. علاوة على ذلك، رفعت البنك توقعاتها لدخل الفائدة السنوي، وهو ما لم يمر دون أن يلاحظه المستثمرون.
كما أن Wells Fargo ليس بعيدًا، حيث ارتفعت أسهمه بنسبة 5.6% بعد الإعلان عن أرباح تجاوزت توقعات السوق. في الوقت نفسه، أضافت BlackRock 3.6% إلى قيمتها، حيث وصلت أصولها تحت الإدارة إلى مستوى قياسي للربع الثالث على التوالي.
دفع نجاح اللاعبين الرئيسيين القطاع المالي بأكمله إلى الأعلى، حيث قاد مؤشر S&P 500 Financials المكاسب بين جميع قطاعات مؤشر S&P 500. وهذا يخلق خلفية إيجابية للسوق بأكمله.
"نرى نتائج قوية من المؤسسات المالية الكبرى، مما يضع نغمة متفائلة لموسم الأرباح"، قال إيفان براون، مدير المحفظة ورئيس استراتيجية الأصول المتعددة في UBS Asset Management.
يقول الخبراء إن النتائج المالية القوية قد تشير إلى أن الاقتصاد يتجه نحو ما يسمى "هبوط ناعم"، حيث يستمر النمو رغم الضغوط التضخمية. "عندما تحقق المؤسسات المالية نتائج قوية، فإنها إشارة إيجابية للاقتصاد ككل"، أضاف براون، مشيرًا إلى أنها قد تبشر بأرباح قوية من صناعات أخرى في الأسابيع المقبلة.
أنهت المؤشرات الأمريكية الرئيسية اليوم بمكاسب كبيرة يوم الجمعة، مما عزز ثقة المستثمرين في استقرار السوق. ارتفع مؤشر Dow Jones الصناعي بمقدار 409.74 نقطة، أو 0.97%، ليصل إلى 42,863.86. وأضاف مؤشر S&P 500 34.98 نقطة، أو 0.61%، ليصل إلى 5,815.03. كما ارتفع مؤشر Nasdaq المركب بمقدار 60.89 نقطة، أو 0.33%، ليغلق عند 18,342.94.
كانت نتائج الأسبوع أيضًا مثيرة للإعجاب: ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 1.1%، وارتفع مؤشر Dow بنسبة 1.2%، وأضاف مؤشر Nasdaq 1.1%. كانت هذه المكاسب الأسبوعية هي الخامسة على التوالي لجميع المؤشرات الثلاثة، مما يعزز موقف السوق ويظهر اهتمام المستثمرين المستقر.
لعبت أحدث البيانات من وزارة العمل الأمريكية دورًا مهمًا في ديناميكيات السوق. أظهر التقرير أن مؤشر أسعار المنتجين (PPI) كان ثابتًا في سبتمبر مقارنة بالشهر السابق، بينما كان المحللون يتوقعون زيادة طفيفة بنسبة 0.1%. أعطى هذا الأسواق إشارة بأن الضغوط التضخمية لا تزال تحت السيطرة.
من الجدير بالذكر أن هذه البيانات تأتي بعد بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) يوم الخميس، والتي كانت أفضل قليلاً من المتوقع. ومع ذلك، كانت مطالبات البطالة أيضًا أعلى من المتوقع، مما أضاف إلى الحالة الحذرة.
قال سكوت ورين، كبير استراتيجيي السوق العالمية في Wells Fargo Investment Institute، إن المستثمرين لا يزالون واثقين من "هبوط ناعم" للاقتصاد. على الرغم من الارتفاع الطفيف في أسعار المستهلكين، لا يزال التضخم تحت السيطرة.
"السوق يكاد يكون متأكدًا من أن التضخم سيكون معتدلًا وأن الاقتصاد سيكون قادرًا على التعامل مع التحديات الحالية دون صدمات كبيرة"، قال، مضيفًا أن هذا يساعد في الحفاظ على نظرة إيجابية للأشهر القادمة.
تواصل الأسواق مراقبة بيانات التضخم عن كثب، وقد أعطت أحدث تقارير مؤشر أسعار المنتجين (PPI) مرة أخرى سببًا للتفاؤل. قال المحللون إن المؤشر الأساسي والطلب النهائي كانا أقل من التوقعات، مما يشير إلى تباطؤ في الضغوط التضخمية - وهو عامل استقبله المستثمرون بشكل إيجابي.
ومع ذلك، لم تكن جميع البيانات مشجعة. حيث بلغ مؤشر ثقة المستهلك الأولي من جامعة ميشيغان لشهر أكتوبر 68.9، وهو أقل من توقعات المحللين التي كانت عند 70.8. قد يشير هذا إلى أن ثقة المستهلكين الأمريكيين بدأت في التدهور، مما قد يؤثر أيضًا على سلوك الأسواق في المستقبل.
رغم الإشارات المتباينة، يواصل السوق الاعتماد على قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه في نوفمبر. وفقًا لـ CME FedWatch، فإن احتمال خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يبلغ حوالي 88%، بينما تقدر فرص بقاء الفائدة دون تغيير بنسبة 12%.
كانت أسهم السلع الاستهلاكية المعمرة تحت الضغط، بما في ذلك بسبب انخفاض تسلا بنسبة 8.8%. على الرغم من الكشف عن سيارة الأجرة الروبوتية المنتظرة، لم تقدم الشركة تفاصيل حول مدى سرعة بدء الإنتاج الضخم أو كيفية معالجة القضايا التنظيمية المحتملة. وقد أثار هذا قلق المستثمرين، مما انعكس في انخفاض أسهم الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية.
وسط ارتفاع أسهم القطاع المالي، سجل مؤشر S&P 500 مكاسب بنسبة 1.95%، بينما ارتفع مؤشر S&P 500 Banks بنسبة 4.2%، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ فبراير 2022. لم تكن البنوك الإقليمية بعيدة عن الركب، حيث ارتفع مؤشر KBW بنسبة 3.4%، مما يؤكد الاهتمام القوي بالقطاع المالي وسط توقعات بتغيرات في أسعار الفائدة.
في بورصة نيويورك، أظهرت معظم الأسهم مكاسب، حيث كان هناك ما يقرب من أربعة رابحين لكل سهم خاسر. تم تسجيل 455 قمة جديدة و44 قاعًا جديدًا فقط، مما يبرز الشعور الإيجابي السائد في السوق.
يوم الجمعة، سجلت بورصة ناسداك تفوقًا ملحوظًا للأسهم النامية: حيث أظهرت 3,142 سهمًا نموًا، بينما انخفض 1,088 سهمًا. كانت النسبة لصالح النمو 2.89 إلى 1، مما يشير إلى حركة صعودية واثقة للسوق. سجل مؤشر S&P 500 عدد 69 قمة جديدة في 52 أسبوعًا وقاعًا واحدًا فقط، بينما أظهر مؤشر ناسداك المركب 139 قمة جديدة و84 قاعًا جديدًا في اليوم.
خلال جلسة التداول، شهدت البورصات الأمريكية تداولات بقيمة 10.27 مليار دولار، وهو أقل من متوسط النشاط خلال العشرين يومًا الماضية، والذي يبلغ 12.06 مليار دولار. قد يشير هذا إلى أنه على الرغم من الشعور الإيجابي، فإن المتداولين يتوخون الحذر في انتظار المزيد من البيانات والتقارير.
العامل الرئيسي الذي سيؤثر على ديناميكيات الأسواق في الأسبوع المقبل سيكون البيانات حول حالة المستهلك الأمريكي. سيراقب المستثمرون عن كثب أرباح الشركات وأرقام مبيعات التجزئة لتقييم القوة الحقيقية للاقتصاد، الذي، على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة، يواصل دفع مؤشرات الأسهم إلى الأعلى.
بدأ موسم الأرباح في أسواق الأسهم بموجة من التفاؤل. يتجه مؤشر S&P 500 القياسي نحو تحقيق مكاسب أسبوعية خامسة على التوالي، مواصلاً التحرك بالقرب من مستويات قياسية. منذ بداية العام، ارتفع المؤشر بأكثر من 21%، مما يبرز قوة الاتجاه الصعودي على الرغم من التحديات الاقتصادية الخارجية.
هذا الأسبوع، يتوقع المستثمرون نشر النتائج المالية من عمالقة مثل American Express وNetflix وUnited Airlines وProcter & Gamble وعدة بنوك كبيرة. ستساعد البيانات في قياس كيفية أداء إنفاق المستهلك، الذي يمثل تقليديًا أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة. سيتم التركيز بشكل خاص على تقرير مبيعات التجزئة في 17 أكتوبر، والذي سيكون مؤشرًا مهمًا للسوق.
على الرغم من استمرار ارتفاع معدلات الفائدة، فإن التوقعات بأن الاقتصاد الأمريكي سيتمكن من تجنب الركود تزداد قوة. على سبيل المثال، قامت Goldman Sachs بتخفيض احتمالية حدوث ركود في الأشهر الاثني عشر المقبلة بمقدار خمس نقاط مئوية لتصل إلى 15%، بناءً على أحدث بيانات التوظيف. وهذا إشارة أخرى على أن الاقتصاد الأمريكي يواصل الصمود في ظل الظروف الصعبة.
تبدو الصورة الاقتصادية أكثر إشراقًا مما كان يُعتقد سابقًا. على الرغم من تقارير سوق العمل الضعيفة في أغسطس وسبتمبر، تشير البيانات الجديدة إلى أن المخاوف من ضعف الاقتصاد كانت مبالغًا فيها. تشير بيانات التوظيف والتضخم والخدمات إلى أن الاقتصاد الأمريكي يواصل إظهار المرونة على الرغم من التحديات في الأشهر الأخيرة.
عاد مؤشر المفاجآت الاقتصادية لـ Citigroup، الذي يتتبع مدى توافق البيانات الاقتصادية الفعلية مع التوقعات، إلى المنطقة الإيجابية لأول مرة منذ مايو. يبرز المؤشر أن البيانات الحالية تتفوق على التوقعات وتوفر أسبابًا للتفاؤل.
لكن ليس كل شيء ورديًا. بيئة الإنفاق الاستهلاكي ملبدة بعض الشيء بسبب تسريحات العمال الأخيرة في قطاعات المالية والتكنولوجيا، وتداعيات الأعاصير في الجنوب الشرقي، وإضراب عمال الموانئ القصير، وفقًا لكيفن جوردون، كبير استراتيجيي الاستثمار في Charles Schwab. هذه العوامل تثقل كاهل الاقتصاد، مما يزيد من أهمية تقارير أرباح الشركات القادمة.
ينتظر المستثمرون بفارغ الصبر تقارير الأرباح الجديدة من البنوك الكبرى مثل Bank of America وCitigroup يوم الثلاثاء. ستوفر هذه البيانات نظرة ثاقبة حول كيفية تعامل المؤسسات المالية مع التحديات الحالية وكيفية تكيف المستهلكين مع البيئة الاقتصادية الجديدة.
ستوفر نتائج American Express نظرة مهمة حول كيفية إنفاق المستهلكين الأكثر ثراءً، وهو أمر مهم بشكل خاص في سياق ارتفاع الأسعار. يؤكد بيتر توز، رئيس Chase Investment Counsel، أن بيانات الإنفاق المتميز يمكن أن توفر نظرة ثاقبة على الطلب الاستهلاكي بين الطبقة المتوسطة العليا.
يهتم المستثمرون أيضًا بأنماط إنفاق المستهلكين ذوي الدخل المنخفض، الذين تأثروا بشكل خاص بارتفاع الأسعار في السنوات الأخيرة. يقول براين جاكوبسن، كبير الاقتصاديين في Annex Wealth Management، إن نتائج Netflix ستكون مؤشرًا مهمًا. على وجه الخصوص، ستساعد إضافات المشتركين ومعدل التغيير في قياس كيفية إعادة التفكير في أولويات الإنفاق لدى المستهلكين ذوي الدخل المنخفض في مواجهة الضغوط الاقتصادية.
تواجه الشركات التي تقدم نتائج ربع سنوية تحديًا كبيرًا: لدعم التقييمات المرتفعة لسوق الأسهم، تحتاج إلى إظهار نمو قوي في الأرباح. التقييمات السوقية الآن أعلى بكثير من المتوسطات التاريخية، مما يضع ضغطًا على أرباح الشركات.
وفقًا لأحدث بيانات LSEG IBES، من بين الشركات القليلة التي أبلغت عن نتائجها، تفوقت 79% على تقديرات المحللين. هذا الرقم يتماشى مع الأرباع الأربعة الأخيرة، مما يشير إلى استمرار الاتجاه في التفوق على التوقعات.
خلال الأسبوعين المقبلين، ينتظر المستثمرون بفارغ الصبر إصدار تقارير الأرباح من أكثر من 150 شركة مدرجة في مؤشر S&P 500. ستكون هذه النتائج حاسمة لفهم القوة الحالية للقطاع الشركات وقدرته على تحمل التحديات الاقتصادية.
في مذكرتهم البحثية الأخيرة، أعرب خبراء UBS Global Wealth Management عن ثقتهم في أن الربع الثالث سيؤكد استقرار نمو الأرباح في الشركات الكبرى. وأكدوا أن دورة تخفيضات الفائدة المستمرة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يجب أن توفر حافزًا إضافيًا للاقتصاد. يمكن أن تخفف أسعار الفائدة المنخفضة العبء على بطاقات الائتمان والقروض التجارية، مما سيدعم بدوره النمو المستمر في القطاعات الرئيسية للاقتصاد.
مع تخفيف الاحتياطي الفيدرالي لسياسته النقدية، يمكن للشركات الاستفادة من أسعار الفائدة المنخفضة، مما سيساعد في الحفاظ على الزخم الإيجابي في السوق. ومع ذلك، لتحقيق ذلك، يجب عليها الاستمرار في تقديم نتائج مالية قوية تلبي توقعات المستثمرين العالية.
روابط سريعة